صادق مؤتمر الاطراف الثاني عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر المنعقد في انقرا بتركيا في عام 2015  على هدف التنمية المستدامة رقم 15 والغاية رقم 3 منه والمتعلقة بمفهوم تحييد تدهور الأراضي، وأطلق مؤتمر الاطراف الرابع عشر في اوردوس 2017 الإستراتيجية العالمية الجديدة لمكافحة التصحر للفترة (2018 – 2030) والتي تعتمد على 5 أهداف إستراتيجية رئيسية ، ويختص الهدف الإستراتيجي الاول بـ تحسين حالة النظم البيئية المتأثرة ومكافحة التصحر/ تدهور الأراضي وتعزيز الإدارة المستدامة للأراضي والمساهمة في تحييد تدهور الأراضي.

وتم تحديد ثلاثة مؤشرات لقياس التقدم الحاصل في تحقيق هذا الهدف، وهي:

المؤشر  1 :  الاتجاهات المتعلقة بالغطاء الأرضي:

بالرغم من أن المقصود بالغطاء الأرضي من منظور اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر وفقا لدليل إعداد التقارير الوطنية القطرية بأنه التغطية المسجلة لسطح الأرض سواء بالغطاء النباتي أو غيره (الفيزيائي)، ويشمل النباتات والاستحداثات من قبل الإنسان وكذا التربة والصخور العارية والمساحات المائية (UNCCD, 2018). ويتم استخدام الغطاء الأرضي كمؤشر عن التغيرات الأرضية الناتجة عن عوامل عديدة إما طبيعية أو بسبب الأنشطة البشرية. وسيتناول هذا المؤشر المعارف التقليدية التي يستخدمها الإنسان التي توثر بشكل مباشر أو غير مباشر في تغيير الغطاء الأرضي سواءا بالزراعة التقليدية او تشجير الغابات أواستزراع المراعي او أية معارف تقليدية تعمل على زيادة الرقعة الخضراء ومختلف تقنياتها التقليدية.

المؤشر  2 :  الاتجاهات المتعلقة بإنتاجية الأراضي أو أدائه:

سيتناول هذا المؤشر كافة المعارف التقليدية التي تؤثر في إنتاجية الأراضي وتغييرها من فئة إلى فئة وفق التصنيف المعمول به في تتبع حالة انتاجية الأراضي وهو ( ارتفاع الانتاجية، ثابت، تحت الضغوط، انخفاض متوسط، وانخفاض الانتاجية). وتتعدد الممارسات البشرية في هذا المجال والتي من المتوقع ان يكون هنالك معارف تقليدية مرتبطة بها سواءا بالتسميد او الري او نمط الزراعة والرعي او غيرها.

المؤشر 3 :  الاتجاهات المتعلقة بمخزون الكربون فوق الأرض وتحتها:

يتعلق هذا المؤشر بتقدير المستوى الوطني لمخزون الكربون العضوي للتربة (SOC) في الطبقة السطحية (0-30 سم) داخل كل فئة من فئات الغطاء الأرضي وهي : المساحات المغطاة بالأشجار ، المراعي،  الاراضي الزراعية،  الأراضي الرطبة، الأسطح الصناعية، أراضي أخرى) ويقاس هذا المؤشر بوحدة (طن في الهكتار). وهو مؤشر يعطي فكرة جيدة عن تدهور أو تحسن حالة الأراضي، فارتفاع مستوى المخزون يؤشر على التحسن وانخفاضه يؤشر على التدهور. ومما لا شك فيها ان الممارسات البشرية تؤثر بشكل كبير في هذا المؤشر سواءا بالسلب او الإيجاب وسيتناول المعارف التقليدية التي تندرج تحت هذا البند .

ومن هذا المنطلق فإن المعارف التقليدية سيتم تصنيفها وفقا لهذا الهدف والمؤشرات المتعلقة به، حيث ان جل الممارسات البشرية ذات العلاقة بحالة الأراضي سيتم تصنيفها بحسب تأثيرها أو أثرها أو طبيعة الأستخدام والتدخل ضمن المجالات الرئيسية الثلاثة المرتبطة بتلك المؤشرات وقد تم تصنيف المعارف التقليدية المندرجة تحت كل مجال وفق نوع التدخل وأثره إلى اقسام والتي بدورها تقسمت إلى أشكال متعددة،  ويوضح الجدول التالي هيكل تصنيف المعارف التقليدية العربية ذات الصلة بتحييد تدهور الاراضي :